ادريس عليه السلام

[b]
[size=21][color=#000080]
[font=Simplified Arabic]نوح[/font][/color][/size][font='Simplified Arabic'][size=21][color=#000080][b] عليه السلام
[/b][/color][/size][/font][/b]


[center]
[b] [/b][font='Simplified Arabic'][color=#000080][b]نسبه
عليه السلام [/b][/color][/font][/center]


[b][font=Simplified Arabic]هو
نوح، بن لامك، بن متوشلخ، بن خنوخ - وهو إدريس - بن يرد، بن
مهلاييل، بن قينن، بن أنوش، بن شيث، بن آدم أبي البشر عليه السلام.
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]كان
مولده بعد وفاة آدم، بمائة سنة وست وعشرين سنة فيما ذكره ابن جرير
وغيره.
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic] عن
زيد بن سلام،قال سمعت أبا سلام، سمعت أبا أمامة،قال
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
أن رجلاً قال يا رسول الله:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
أنبي كان آدم؟ [/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
قال:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
نعم مكلم. [/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
قال:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
فكم كان بينه وبين نوح؟ [/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
قال:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
عشرة قرون. [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]وفي
صحيح البخاري، عن ابن عباس قال: [color=navy]كان بين
آدم ونوح، عشرة قرون كلهم على الإسلام[/color] [/font]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]فإن
كان المراد بالقرن مائة سنة - كما هو المتبادر عند كثير من الناس -
فبينهما ألف سنة . [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]وإن
كان المراد بالقرن، الجيل من الناس، كما في قوله تعالى:
[color=navy]{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ
مِنْ بَعْدِ نُوحٍ}
[/color][/font][/b]


[b]
[font='Simplified Arabic']
فقد كان الجيل قبل نوح، يعمرون الدهر الطويلة، فعلى هذا يكون بين
آدم ونوح، ألوف من السنين، والله أعلم[/font][/b]

[center]
[b][font='Simplified Arabic'][color=#000080]بعثته
عليه السلام [/color][/font][/b][/center]


[b][font=Simplified Arabic]
فنوح عليه السلام، إنما بعثه الله تعالى، لما عبدت الأصنام
والطواغيت، وشرع الناس في الضلالة والكفر، فبعثه الله رحمة للعباد،
فكان أول رسول، بعث إلى أهل الأرض، كما يقول له أهل الموقف يوم
القيامة. وكان قومه يقال لهم بنو راسب، فيما ذكره ابن جبير، وغيره.
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]وقد
ذكر الله قصته، وما كان من قومه، وما أنزل بمن كفر به من العذاب
بالطوفان، وكيف أنجاه وأصحاب السفينة في غير ما موضع من كتابه
العزيز. [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]قال
تعالى في سورة هود: [/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ
نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي
أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ * فَقَالَ الْمَلَأُ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَراً
مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ
أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ
فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ [/font][/color]
[color=navy][font=Arial]{[/font][/color]
[/b]


[b]
[/b]

[b]
[font='Simplified Arabic']
[color=#000080]قصته عليه السلام [/color][/font]
[/b]



[b][font=Simplified Arabic]
وأما مضمون ما جرى له مع قومه مأخوذاً من الكتاب، والسنة، والآثار
فقد ذكرنا عن ابن عباس أنه كان بين آدم، ونوح عشرة قرون كلهم على
الإسلام. رواه البخاري.
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وذكرنا أن المراد بالقرن: الجيل، أو المدة على ما سلف، ثم بعد تلك
القرون الصالحة حدثت أمور اقتضت أن آل الحال بأهل ذلك الزمان إلى
عبادة الأصنام
[/font][/b]

[center][center]
[b][font=Simplified Arabic]
قوله تعالى[color=maroon]: [/color]
[color=navy]{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ
وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ
وَنَسْراً}[/color][/font][/b][/center][/center]

[right]
[b][font=Simplified Arabic]
[color=#800000]فمن هم " ود و يغوث و سواع و يعوق و نسر"؟
[/color][/font][/b][/right]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
قال:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى
قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا،
وسموها بأسمائهم، ففعلوا فلم تُـعبد، حتى إذا هلك أولئك، وتنسخ
العلم عُبدت. [/font][/b]


[b] [color=maroon][font=Simplified Arabic]و
قال ابن جرير في (تفسيره): [/font][/color][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
كانوا قوما صالحين بين آدم ونوح، وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما
ماتوا
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم، فصوروهم
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
فلما ماتوا وجاء آخرون،[color=maroon] دب إليهم
إبليس فقال: [/color]إنما كانوا يعبدونهم، وبهم يسقون المطر،
فعبدوهم. [/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
عن عروة بن الزبير أنه قال:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
ود، ويغوث، ويعوق، وسواع، ونسر: أولاد آدم. وكان ود أكبرهم، وأبرهم
به.
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
وعن أبي جعفرقال:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
ذكر وداً رجلاً صالحاً، وكان محبوباً في قومه، فلما مات عكفوا حول
قبره في أرض بابل، وجزعوا عليه، فلما رأى إبليس جزعهم عليه تشبه في
صورة إنسان.
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
ثم قال:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
إني أرى جزعكم على هذا الرجل، فهل لكم أن أصور لكم مثله فيكون في
ناديكم فتذكرونه؟ [/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
قالوا:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
نعم. [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
فصور لهم مثله. [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
ووضعوه في ناديهم، وجعلوا يذكرونه، فلما رأى ما بهم من ذكره.
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
قال:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
هل لكم أن أجعل في منزل كل واحد منكم تمثالاً مثله ليكون له في
بيته فتذكرونه؟
[/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
قالوا:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
نعم. [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
فمثَّل لكل أهل بيت تمثالاً مثله، فأقبلوا فجعلوا يذكرونه به.
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وأدرك أبناؤهم، فجعلوا يرون ما يصنعون به وتناسلوا ودرس أثر ذكرهم
إياه، حتى اتخذوه إلهاً يعبدونه من دون الله، أولاد أولادهم، فكان
أول ما عبد غير الله (ود) الصنم، الذي سموه وداً.
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
ومقتضى هذا السياق: أن كل صنم من هذه، عبده طائفة من الناس.
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]وقد
ذكر أنه لما تطاولت العهود والأزمان، جعلوا تلك الصور تماثيل مجسدة
ليكون أثبت لهم، ثم عبدت بعد ذلك من دون الله عز وجل.
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]وقد
ثبت في (الصحيحين) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لما ذكرت
عنده أم سلمة، وأم حبيبة تلك الكنيسة التي رأينها بأرض الحبشة،
يقال لها: مارية، فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها، قال:
[/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
((أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً، ثم صوروا
فيه تلك الصورة أولئك شرار الخلق عند الله عز وجل)).
[/font][/color][/b]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]
والمقصود أن الفساد لما انتشر في الأرض، وعم البلاد بعبادة الأصنام
فيها، بعث الله عبده ورسوله نوحاً عليه السلام، يدعو إلى عبادة
الله وحده لا شريك له، وينهى عن عبادة ما سواه. فكان أول رسول بعثه
الله إلى أهل الأرض، كما ثبت عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه
وسلم في حديث الشفاعة قال: [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
((فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ
فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، وأسكنك الجنة ألا تشفع لنا
إلى ربك؟ ألا ترى ما نحن فيه وما بلغنا؟ [/font][/b]



[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
فيقول:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
ربي قد غضب غضباً شديداً، لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله،
ونهاني عن الشجرة فعصيت، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى
نوح. [/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
فيأتون نوحاً فيقولون:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وسماك الله عبداً شكوراً، ألا
ترى إلى ما نحن فيه؟ ألا ترى إلى ما بلغنا؟ ألا تشفع لنا إلى ربك
عز وجل؟
[/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
فيقول:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله،
نفسي نفسي...)). [/font][/b]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]
فلما بعث الله نوحاً عليه السلام، دعاهم إلى إفراد العبادة لله
وحده، لا شريك له، وأن لا يعبدوا معه صنماً، ولا تمثالاً، ولا
طاغوتاً، وأن يعترفوا بوحدانيته، وأنه لا إله غيره ولا رب سواه،
كما أمر الله تعالى من بعده من الرسل، الذين هم كلهم من ذريته.
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]كما
قال تعالى: [color=navy]{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَتَهُ
هُمُ البَاقِيْن}[/color] [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وقال فيه، وفي إبراهيم: [color=navy]{وَجَعَلْنَا
فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ}[/color]
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]أي:
كل نبي من بعد نوح، فمن ذريته وكذلك إبراهيم. [/font]
[/b]


[b]
[/b]

[center][center]
[b][font=Simplified Arabic]
ولهذا قال نوح لقومه: [color=navy]{اعْبُدُوا
اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ
عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}
[/color][/font][/b][/center][/center]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وقال: [color=navy]{ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ
قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً * فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا
فِرَاراً * وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ
جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ
وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً * ثُمَّ إِنِّي
دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ
وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا
رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ
عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ
وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً * مَا
لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً * وَقَدْ خَلَقَكُمْ
أَطْوَاراً}[/color]
[/font][/b]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]
فذكر أنه دعاهم إلى الله بأنواع الدعوة في الليل، والنهار، والسر،
والإجهار، بالترغيب تارة، والترهيب أخرى. وكل هذا فلم ينجح فيهم بل
استمر أكثرهم على الضلالة والطغيان، وعبادة الأصنام والأوثان،
ونصبوا له العداوة في كل وقت وأوان، وتنقصوه وتنقصوا من آمن به،
وتوعدوهم بالرجم والإخراج، ونالوا منهم وبالغوا في أمرهم.
[/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{قَالَ المَلأُ مِنْ قَوْمِهِ}[/font][/color][font=Simplified Arabic]
أي: السادة الكبراء منهم: [/font][/b]


[b]
[/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ
بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
[/font][/color][/b][/center][/center]


[b][font=Simplified Arabic]أي:
لست كما تزعمون من أني ضال، بل على الهدى المستقيم، رسول من رب
العالمين أي: الذي يقول للشيء كن فيكون. [/font][/b]


[b]
[font='Simplified Arabic']
[color=#000080]{أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي
وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}
[/color][/font][/b]



[b][font=Simplified Arabic]
وهذا شأن الرسول أن يكون بليغاً أي فصيحاً ناصحاً، أعلم الناس
بالله عز وجل.
[/font][/b]


[b]
[/b]

[center][center]
[b][font=Simplified Arabic]
وقالوا له فيما قالوا: [color=navy]{فَقَالَ
الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا
بَشَراً مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ
أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ
فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ}
[/color][/font][/b][/center][/center]


[b][font=Simplified Arabic]
تعجبوا أن يكون بشراً رسولاً، وتنقصوا بمن اتبعه، ورأوهم أراذلهم.
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
وقد قيل:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
إنهم كانوا من أقياد الناس، وهم ضعفاؤهم كما قال هرقل وهم أتباع
الرسل، وما ذاك إلا لأنه لا مانع لهم من اتباع الحق.
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
وقولهم:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
[color=navy]((بادي الرأي)) [/color]أي: بمجرد ما
دعوتهم استجابوا لك من غير نظر ولا روية، وهذا الذي رموهم به هو
عين ما يمدحون بسببه رضي الله عنهم، فإن الحق الظاهر لا يحتاج إلى
روية، ولا فكر، ولا نظر، بل يجب اتباعه والانقياد له متى ظهر.
[/font][/b]


[b]
[font='Simplified Arabic']
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مادحاً للصديق:
[/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
((ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له كبوة غير أبي بكر فإنه لم
يتلعثم))
[/font][/color][/b]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وقال كفرة قوم نوح له ولمن آمن به: [color=navy]
{وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ} [/color]
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]أي:
لم يظهر لكم أمر بعد اتصافكم بالإيمان، ولا مزية علينا
[/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]

[/font][/color][/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ * قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ
كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ
عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ
لَهَا كَارِهُونَ} [/font][/color][/b][/center][/center]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وهذا تلطف في الخطاب معهم، وترفق بهم في الدعوة إلى الحق، كما قال
تعالى:
[/font][/b]

[b]
[font='Simplified Arabic']
[color=#000080]{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ}[/color]
[/font][/b]



[b][font=Simplified Arabic]
وهذا منه يقول لهم: [color=navy]{أَرَأَيْتُمْ إِنْ
كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ
عِنْدِهِ}
[/color][/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]أي:
النبوة والرسالة. [/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ}[/font][/color][font=Simplified Arabic]
أي: فلم تفهموها، ولم تهتدوا إليها. [/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{أَنُلْزِمُكُمُوهَا}[/font][/color][font=Simplified Arabic]
أي: أنغصبكم بها، ونجبركم عليها. [/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ}[/font][/color][font=Simplified Arabic]
أي: ليس لي فيكم حيلة، والحالة هذه. [/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ
إِلَّا عَلَى اللَّهِ }[/font][/color][font=Simplified Arabic]
أي: لست أريد منكم أجرة على إبلاغي إياكم، ما ينفعكم في دنياكم،
وأخراكم، إن أطلب ذلك إلا من الله، الذي ثوابه خير لي، وأبقى مما
تعطونني أنتم.
[/font][/b]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وقوله: [color=navy]{ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ
الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي
أَرَاكُمْ قَوْماً} [/color][/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
كأنهم طلبوا منه أن يبعد هؤلاء عنه، ووعدوه أن يجتمعوا به إذا هو
فعل ذلك، فأبى عليهم ذلك. [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وقال[color=navy]: {إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ}[/color][color=maroon]
[/color]أي: فأخاف إن طردتهم أن يشكوني إلى الله عز وجل.
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
ولهذا قال: [color=navy]{وَيَا قَوْمِ مَنْ
يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ }[/color]
[/font][/b]


[b]
[/b]

[b]
[font='Simplified Arabic']
[color=#000080]{وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ
اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ}[/color]
[/font][/b]



[b][font=Simplified Arabic]أي:
بل أنا عبد رسول، لا أعلم من علم الله، إلا ما أعلمني به، ولا أقدر
إلا على ما أقدرني عليه، ولا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء
الله.
[/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ}[/font][/color][font=Simplified Arabic]
يعني من أتباعه. [/font][/b]

[b]
[font='Simplified Arabic']
[color=#000080]{لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ
أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ
الظَّالِمِينَ} [/color][/font][/b]



[b][font=Simplified Arabic]أي:
لا أشهد عليهم بأنهم لا خير لهم، عند الله يوم القيامة، الله أعلم
بهم، وسيجازيهم على ما في نفوسهم، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.
[/font][/b]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]وقد
تطاول الزمان، والمجادلة بينه وبينهم، كما قال تعالى:
[color=navy]{فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا
خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}.
[/color][/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]أي:
ومع هذه المدة الطويلة، فما آمن به إلا القليل منهم، وكان كل ما
انقرض جيل، وصُّوا من بعدهم بعدم الإيمان به، ومحاربته، ومخالفته.
[/font][/b]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وكان الوالد إذا بلغ ولده، وعقل عنه كلامه، وصَّاه فيما بينه
وبينه، أن لا يؤمن بنوح أبداً، ما عاش، ودائماً ما بقي، وكانت
سجاياهم تأبى الإيمان، واتباع الحق، ولهذا قال:
[color=navy]{وَلَا يَلِدُوْا إِلَّا فَاجِرَاً
كَفَّارَاً}. [/color][/font][/b]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]
ولهذا قالوا: [color=navy]{قَالُوا يَانُوحُ قَدْ
جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا
إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ
اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}.[/color]
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]أي:
إنما يقدر على ذلك الله عز وجل، فإنه الذي لا يعجزه شيء، ولا
يكترثه أمر، بل هو الذي يقول للشيء كن فيكون. [/font]
[/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ
إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ
وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.
[/font][/color][/b][/center][/center]


[b][font=Simplified Arabic]أي:
من يرد الله فتنته، فلن يملك أحد هدايته، هو الذي يهدي من يشاء،
ويضل من يشاء، وهو الفعال لما يريد، وهو العزيز الحكيم العليم، بمن
يستحق الهداية، ومن يستحق الغواية. وله الحكمة البالغة، والحجة
الدامغة. [/font][/b]


[b]
[/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ
إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا
يَفْعَلُونَ} [/font][/color][/b][/center][/center]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وهذه تعزية لنوح عليه السلام، في قومه أنه لن يؤمن منهم إلا من قد
آمن أي لا يسوأنك ما جرى؛ فإن النصر قريب والنبأ عجيب.
[/font][/b]


[b] [/b]

[center]
[font='Simplified Arabic']
[size=16][color=#000080][b]صنع السفينة و الطوفان
[/b][/color][/size][/font][/center]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]

[/font][/color][/b][/center][/center]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا
تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}
[/font][/color][/b][/center][/center]


[b][font=Simplified Arabic]
وذلك أن نوحاً عليه السلام، لما يئس من صلاحهم، وفلاحهم، ورأى أنهم
لا خير فيهم، وتوصلوا إلى أذيته ومخالفته، وتكذيبه، بكل طريق من
فعال، ومقال، دعا عليهم دعوة غضب، فلبى الله دعوته، وأجاب طلبته،
قال الله تعالى:
[/font][/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ *
وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ}.
[/font][/color][/b][/center][/center]


[b]
[/b]

[center][center]
[b][font=Simplified Arabic]
وقال تعالى: [color=navy]{فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي
مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ}[/color] [/font][/b][/center][/center]


[b][font=Simplified Arabic]
فاجتمع عليهم خطاياهم من كفرهم، وفجورهم، ودعوة نبيهم عليهم،
[color=maroon]فعند ذلك أمره الله تعالى أن يصنع
الفلك؛ وهي السفينة العظيمة التي لم يكن لها نظير قبلها، ولا يكون
بعدها مثلها.
[/color][/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وقدم الله تعالى إليه أنه: إذا جاء أمره، وحلَّ بهم بأسه، الذي لا
يرد عن القوم المجرمين، أنه لا يعاوده فيهم، ولا يراجعه، فإنه لعله
قد تدركه رقة على قومه عند معاينة العذاب النازل بهم، فإنه ليس
الخبر كالمعاينة، [/font][/b]

[center][center]
[b][font=Simplified Arabic]
ولهذا قال: [color=navy]{وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي
الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ * وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ
وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ}.
[/color][/font][/b][/center][/center]


[b][font=Simplified Arabic]أي:
يستهزئون به استبعاد الوقوع ما توعدهم به. [/font][/b]


[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا
تَسْخَرُونَ}.
[/font][/color][/b][/center][/center]


[b][font=Simplified Arabic]أي:
نحن الذين نسخر منكم، ونتعجب منكم، في استمراركم على كفركم،
وعنادكم، الذي يقتضي وقوع العذاب بكم، وحلوله عليكم.
[/font][/b]

[b]
[font='Simplified Arabic']
[color=#000080]{فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه، ويحل
عليه عذاب مقيم}
[/color][/font][/b]



[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
وقد كانت سجاياهم:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
الكفر الغليظ، والعناد البالغ في الدنيا. وهكذا في الآخرة، فإنهم
يجحدون أيضاً، أن يكون جاءهم رسول. [/font][/b]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]عن
أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
((يجيء نوح عليه السلام وأمته، [/font][/color][/b]


[b]
[color=blue][font=Simplified Arabic]
فيقول الله عز وجل:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
هل بلغت؟ [/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
فيقول:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
نعم أي رب. [/font][/b]


[b]
[color=blue][font=Simplified Arabic]
فيقول لأمته:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
هل بلغكم؟ [/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
فيقولون:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
لا ما جاءنا من نبي. [/font][/b]


[b]
[color=blue][font=Simplified Arabic]
فيقول لنوح:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
من يشهد لك؟ [/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
فيقول:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
محمد وأمته، فتشهد أنه قد بلغ)) [/font][/b]

[center][center]
[b][font=Simplified Arabic]وهو
قوله: [color=navy]{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ
أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ
الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} [/color][/font][/b]
[/center][/center]


[b]
[/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
وقد قال بعض علماء السلف:[/font][/color]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]لما
استجاب الله لنوح أمره، أن يغرس شجراً ليعمل منه السفينة، فغرسه
وانتظره مائة سنة، ثم نجره في مائة أخرى، وقيل: في أربعين سنة،
فالله أعلم.
[/font][/b]


[b]
[/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
قال الثوري:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
وأمره أن يجعل طولها ثمانين ذراعاً، وعرضها خمسين ذراعاَ، وأن يطلى
ظاهرها وباطنها بالقار، وأن يجعل لها جؤجؤاً أزور يشق الماء.
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
وقال قتادة:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
كان طولها ثلاثمائة ذراع، في عرض خمسين ذراعاً، وهذا الذي في
التوراة
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
وقال الحسن البصري[/font][/color][font=Simplified Arabic]:
ستمائة في عرض ثلاثمائة. [/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
وعن ابن عباس[/font][/color][font=Simplified Arabic]:
ألف ومائتا ذراع، في عرض ستمائة ذراع. [/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
وقيل:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
كان طولها ألفي ذراع، وعرضها مائة ذراع. [/font][/b]



[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
وكان ارتفاعها ثلاثين ذراعاً، وكانت ثلاث طبقات، كل واحدة عشر
أذرع؛[/font][/color][font=Simplified Arabic]
[color=maroon]فالسفلى:[/color] للدواب، والوحوش
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
والوسطى:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
للناس، [/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
والعليا:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
للطيور. [/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
وكان بابها في عرضها، ولها غطاء من فوقها، مطبق عليها.
[/font][/color][/b]


[b]
[/b]


[b]
[/b]

[center][center]
[b][font=Simplified Arabic]قال
الله تعالى: [color=navy]{قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي
بِمَا كَذَّبُونِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ
بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا}.
[/color][/font][/b][/center][/center]


[b][font=Simplified Arabic]أي:
بأمرنا لك، وبمرأى منا لصنعتك لها، ومشاهدتنا لذلك لنرشدك إلى
الصواب في صنعتها. [/font][/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا
مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ
عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ
ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}.
[/font][/color][/b][/center][/center]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]
فتقدم إليه بأمره العظيم العالي، أنه إذا جاء أمره، وحلَّ بأسه، أن
يحمل في هذه السفينة، من كل زوجين اثنين من الحيوانات، وسائر ما
فيه روح من المأكولات وغيرها، لبقاء نسلها، وأن يحمل معه أهله، أي
أهل بيته إلا من سبق عليه القول منهم: أي إلا من كان كافراً فإنه
قد نفذت فيه الدعوة التي لا ترد، ووجب عليه حلول البأس الذي لا
يرد، وأمر أنه لا يراجعه فيهم إذا حل بهم ما يعاينه من العذاب
العظيم، الذي قد حتمه عليهم الفعال لما يريد . [/font]
[/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
والمراد بالتنور عند الجمهور:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
وجه الأرض أي نبعت الأرض من سائر أرجائها، حتى نبعت التنانير التي
هي محال النار. [/font][/b]


[b]
[/b]

[center][center]
[b][font=Simplified Arabic]
وقوله تعالى[color=navy]: {حَتَّى إِذَا جَاءَ
أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ
زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ
الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ}.
[/color][/font][/b][/center][/center]


[b][font=Simplified Arabic]هذا
أمر بأن عند حلول النقمة بهم، أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين.
[/font][/b]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وقوله [color=navy]{وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ
عَلَيْهِ الْقَوْلُ} [/color]أي: من استجيبت فيهم الدعوة النافذة،
ممن كفر، فكان منهم ابنه يام الذي غرق، كما سيأتي بيانه.
[/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{وَمَنْ آمَنَ}[/font][/color][color=maroon][font=Simplified Arabic]
[/font][/color]
[font=Simplified Arabic]أي:
واحمل فيها من آمن بك من أمتك. [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]قال
الله تعالى[color=navy]: {وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا
قَلِيلٌ} [/color]هذا مع طول المدة والمقام بين أظهرهم، ودعوتهم
الأكيدة، ليلاً ونهاراً بضروب المقال، وفنون التلطفات، والتهديد
والوعيد تارة، والترغيب والوعد أخرى.
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]وقد
اختلف العلماء في عدة من كان معه في السفينة؛ فعن ابن عباس كانوا
ثمانين نفساً معهم نساؤهم. [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]وعن
كعب الأحبار كانوا اثنين وسبعين نفساً. [/font][/b]


[b]
[font='Simplified Arabic']
وقيل: كانوا عشرة.
[/font][/b]


[b] [color=navy][font=Simplified Arabic]وأما
امرأة نوح،[/font][/color][font=Simplified Arabic]
قيل: إنها غرقت مع من غرق، وكانت ممن سبق عليه القول لكفرها
[/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
وهي أم أولاده كلهم وهم:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
حام، وسام، ويافث، ويام، وتسميه أهل الكتاب: كنعان، وهو الذي قد
غرق، وعابر .
[/font][/b]


[b]
[/b]

[center][center]
[b][font=Simplified Arabic]قال
الله تعالى: [color=navy]{فَإِذَا اسْتَوَيْتَ
أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَقُلْ رَبِّ
أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبَارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ}[/color]
[/font][/b][/center][/center]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]
أمره أن يحمد ربه، على ما سخر له من هذه السفينة، فنجاه بها، وفتح
بينه وبين قومه، وأقر عينه ممن خالفه وكذبه، [/font]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]كما
قال تعالى: [color=navy]{وَالَّذِي خَلَقَ
الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ
وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ
ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ
وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا
لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ}.
[/color][/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وهكذا يؤمر بالدعاء في ابتداء الأمور، أن يكون على الخير والبركة،
وأن تكون عاقبتها محمودة، [/font][/b]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]وقد
امتثل نوح عليه السلام هذه الوصية [color=navy]
{وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا
إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}
[/color][/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]أي:
على اسم الله ابتداء سيرها، وانتهاؤه. [/font][/b]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]قال
الله تعالى: [color=navy]{وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي
مَوْجٍ كَالْجِبَالِ} [/color]وذلك أن الله تعالى أرسل من السماء
مطراً، لم تعهده الأرض قبله، ولا تمطره بعده، كان كأفواه القرب،
وأمر الأرض فنبعت من جميع فجاجها، وسائر أرجائها، كما قال تعالى[color=navy]:
{ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ *
وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ
قَدْ قُدِرَ * وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ}
[/color][/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
والدسر: يعنى السائر [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]و
تجري بأعيننا، أي: بحفظنا، وكلاءتنا، وحراستنا، ومشاهدتنا لها جزاء
لمن كان كفر. [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]وقد
ذكر ابن جرير، وغيره، أن الطوفان كان في ثالث عشر، شهر آب، في حساب
القبط.
[/font][/b]

[center][center]
[b][font=Simplified Arabic]
وقال تعالى: [color=navy]{إِنَّا لَمَّا طَغَى
الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ}[/color] أي: السفينة.
[/font][/b][/center][/center]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}.
[/font][/color][/b][/center][/center]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
قال جماعة من المفسرين:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
ارتفع الماء على أعلى جبل بالأرض، خمسة عشر ذراعاً، وهو الذي عند
أهل الكتاب.
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وقيل: ثمانين ذراعاً، وعمَّ جميع الأرض طولها والعرض، سهلها،
وحزنها، وجبالها، وقفارها، ورمالها، ولم يبق على وجه الأرض، ممن
كان بها من الأحياء، عين تطرف، ولا صغير، ولا كبير.
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
قال الإمام مالك، عن زيد بن أسلم:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
كان أهل ذلك الزمان، قد ملؤوا السهل، والجبل و لم تكن بقعة في
الأرض، إلا ولها مالك، وحائز. [/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]

[/font][/color][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ
مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى
جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ
مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا
الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} [/font][/color][/b]



[b][font=Simplified Arabic]
وهذا الابن هو: يام أخو سام، وقيل اسمه كنعان. [/font]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وكان كافراً عمل عملاً غير صالح، فخالف أباه في دينه ومذهبه، فهلك
مع من هلك.
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]هذا
وقد نجا مع أبيه، الأجانب في النسب، لما كانوا موافقين في الدين
والمذهب.
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]

[/font][/color][/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي
وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى
الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
[/font][/color][/b][/center][/center]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]أي:
لما فرغ من أهل الأرض، ولم يبق منها أحد ممن عبد غير الله عز وجل،
أمر الله الأرض أن تبلع ماءها، وأمر السماء أن تقلع أي تمسك عن
المطر. [/font][/b]


[b]
[/b]

[center][center]
[b][font=Simplified Arabic]
وقال تعالى: [color=navy]{فَكَذَّبُوهُ
فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ
خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ}.
[/color][/font][/b][/center][/center]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic] ثم
قال تعالى: [color=navy]{قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ
بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ
مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ
أَلِيمٌ}.[/color] [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]هذا
أمر لنوح عليه السلام، لما نضب الماء عن وجه الأرض، وأمكن السعي
فيها، والاستقرار عليها، أن يهبط من السفينة التي كانت قد استقرت
بعد سيرها العظيم، على ظهر جبل الجودي، وهو جبل بأرض الجزيرة
مشهور. [/font][/b]


[b]
[/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
{بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ}[/font][/color][color=maroon][font=Simplified Arabic]
[/font][/color]
[font=Simplified Arabic]أي:
اهبط سالماً مباركاً عليك، وعلى أمم ممن سيولد بعد، أي من أولادك،
فإن الله لم يجعل لأحد ممن كان معه من المؤمنين نسلاً ولا عقباً
سوى نوح عليه السلام.
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]قال
تعالى: [color=navy]{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ
الْبَاقِينَ} [/color]فكل من على وجه الأرض اليوم، من سائر أجناس
بني آدم، ينسبون إلى أولاد نوح الثلاثة، وهم: سام، وحام، ويافث.
[/font][/b]


[b]
[/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال[/font][/color][font=Simplified Arabic]:
[color=navy]((سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث
أبو الروم))[/color]. ورواه الترمذي [/font][/b]


[b] [color=maroon][font=Simplified Arabic]عن
ابن عباس، قال:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
كان مع نوح في السفينة ثمانون رجلاً معهم أهلوهم، وإنهم كانوا في
السفينة مائة وخمسين يوماً، وإن الله وجَّه السفينة إلى مكة، فدارت
بالبيت أربعين يوماً، ثم وجَّهها إلى الجودي فاستقرت عليه.
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
فبعث نوح عليه السلام الغراب، ليأتيه بخبر الأرض[/font][/color][font=Simplified Arabic]،
فذهب فوقع علىالجيف فأبطأ عليه. [/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
فبعث الحمامة فأتته بورق الزيتون[/font][/color][font=Simplified Arabic]،
ولطخت رجليها بالطين، فعرف نوح أن الماء قد نضب، فهبط إلى أسفل
الجودي، فابتنى قرية وسماها ثمانين، فأصحبوا ذات يوم، وقد تبلبلت
ألسنتهم على ثمانين لغة، إحداها العربي، وكان بعضهم لا يفقه كلام
بعض، فكان نوح عليه السلام يعبر عنهم.
[/font][/b]


[b]
[/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
وقال قتادة وغيره:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
ركبوا في السفينة في اليوم العاشر من شهر رجب، فساروا مائة وخمسين
يوماً، واستقرت بهم على الجودي شهراً. [color=navy]
وكان خروجهم من السفينة في يوم عاشوراء من المحرم.
[/color][/font][/b]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]عن
أبي هريرة قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بأناس من اليهود، وقد
صاموا يوم عاشوراء، فقال: [/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
((ما هذا الصوم؟)) [/font][/color][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
فقالوا[color=maroon]: هذا اليوم الذي نجا الله موسى
وبني إسرائيل من الغرق، وغرق فيه فرعون، وهذا يوم استوت فيه
السفينة على الجودي، فصام نوح وموسى عليهما السلام شكراً لله عز
وجل. [/color][/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
فقال النبي صلى الله عليه وسلم[color=navy]: ((أنا
أحق بموسى، وأحق بصوم هذا اليوم، فأمن أصحابه بالصوم
[/color][/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وقال لأصحابه:[color=navy] من كان منكم أصبح صائماً
فليتم صومه، ومن كان منكم قد أصاب من غد أهله، فليتم بقية يومه)).
[/color][/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وهذا الحديث له شاهد في الصحيح من وجه آخر، المستغرب ذكر نوح
أيضاً، والله أعلم.
[/font][/b]


[b]
[/b]

[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
ذكر شيء من أخبار نوح نفسه عليه السلام و عبادته
[/font][/color][b][u]
[color=#993300][font=Simplified Arabic]
[/font][/color][/u][/b][/b]



[b][font=Simplified Arabic]قال
الله تعالى: [color=navy]{إِنَّهُ كَانَ عَبْداً
شَكُوراً}.[/color]
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
قيل: [color=maroon]أنه كان يحمد الله على طعامه
وشرابه ولباسه وشأنه كله[/color]. [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]عن
أنس بن مالك قال: [color=maroon]قال رسول الله صلى
اللَّه عليه وسلم[/color]: [color=navy]"إن الله
ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة
فيحمده عليها".[/color] [/font][/b]


[b]
[/b]

[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
ذكر صومه عليه السلام [/font][/color][b][u]
[color=#993300][font=Simplified Arabic]
[/font][/color][/u][/b][/b]



[b][font=Simplified Arabic]عن
عبد الله بن عمرو يقول[color=navy]: [/color]
[color=maroon]سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: [/color][/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
"صام نوح الدهر إلا يوم الفطر والأضحى، وصام داود نصف الدهر، وصام
إبراهيم ثلاثة أيام من كل شهر، صام الدهر وأفطر الدهر".[/font][/color]
[/b]

[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
ذكرحجه عليه السلام [/font][/color][b][u]
[color=#993300][font=Simplified Arabic]
[/font][/color][/u][/b][/b]



[b][font=Simplified Arabic]عن
ابن عباس قال: حج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أتى وادي
عسفان قال: "يا أبا بكر أي واد هذا؟" [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]قال
هذا وادي عسفان. [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
قال: "لقد مرّ بهذا نوح وهود وإبراهيم على بكران لهم حمر خطمهم
الليف، أزرهم العباء وأرديتهم النمار يحجون البيت العتيق". فيه
غرابة.‏ [/font][/b]


[b] [u]
[/u][/b]

[b][color=#000080]
[font=Simplified Arabic]
ذكر وصيته لولده عليه السلام [/font][b][u]
[font=Simplified Arabic]
[/font][/u][/b][/color][/b]



[b][font=Simplified Arabic] عن
عبد الله بن عمرو قال: [/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]كنا
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل من أهل البادية عليه
جبة سيحان مزرورة بالديباج فقال: "[color=navy]ألا
إن صاحبكم هذا قد وضع كل فارس ابن فارس[/color] "
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]أو
قال: [color=navy]يريد أن يضع كل فارس ابن فارس،
ورفع كل راع ابن راع[/color]". [/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجامع جبته وقال:[/font][/color][font=Simplified Arabic]
[color=navy]"ألا أرى عليك لباس من لا يعقل!"
[/color][/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]ثم
قال: [color=navy]"أن نبي الله نوحاً عليه السلام
لما حضرته الوفاة قال لابنه: إني قاص عليك وصية؛ آمرك باثنتين
وأنهاك عن اثنتين: آمرك بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع
والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة رجحت
بهن لا إله إلا الله. ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن
حلقة مبهمة ضمتهن لا إله إلا الله، وبسبحان الله وبحمده. فإن بها
صلات كل شيء، وبها يرزق الخلق. وأنهاك عن الشرك والكبر"[/color]
[/font][/b]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]
والقرآن يقتضي أن نوحاً مكث في قومه بعد البعثة وقبل الطوفان ألف
سنة إلا خمسين عاماً فأخذهم الطوفان وهم ظالمون. ثم الله أعلم كم
عاش بعد ذلك؟
[/font][/b]


[b]
[/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وأما قبره عليه السلام: فروى ابن جرير والأزرقي عن عبد الرحمن بن
سابط أو غيره من التابعين مرسلاً، أن قبر نوح عليه السلام بالمسجد
الحرام.
[/font][/b]


[b][font=Simplified Arabic]
وهذا أقوى وأثبت من الذي يذكره كثير من المتأخرين، من أنه ببلدة
بالبقاع تعرف اليوم بكرك نوح[/font][/b]