قصة عيسى عليه السلام

[center]

[size=21][color=#000080][b]
[font=Simplified Arabic]
قصة عيسى عليه السلام[/font][/b][/color][/size][/center]

[center]

[size=21][color=#000080][b]
[font=Simplified Arabic]
نشأة مريم[/font][/b][/color][/size][/center]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]لا
خلاف أنها من سلالة داود عليه السلام
وكان أبوها عمران صاحب صلاة بني
إسرائيل في زمانه [/size] [/font]
[/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]وكانت أمها وهي حنة بنت فاقود بن قبيل
من العابدات، وكان زكريا نبي ذلك
الزمان زوج أخت مريم "أشياع" في قول
الجمهور وقيل زوج خالتها "أشياع"
فالله أعلم.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]و قد كانت أن أم مريم لا تحبل فرأت
يوماً طائراً يزق فرخاً له فاشتهت
الولد فنذرت لله إن حملت لتجعلن ولدها
محرراً أي حبيساً في بيت المقدس.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]قالوا: فحاضت من فورها فلما طهرت
واقعها بعلها فحملت بمريم عليها
السلام [/size] [color=navy]
[size=16]{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ
إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ
أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ}[/size][size=16]
[/size]
[/color][/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى}[/size][/font][/color][font=Simplified Arabic][size=16]
أي في خدمة بيت المقدس، وكانوا في ذلك
الزمان ينذرون لبيت المقدس خداماً من
أولادهم[/size][size=16]
[/size]
[/font]
[/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]{وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ
وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ
وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ
الرَّجِيمِ}[/size][size=16]
[/size] [/font][/color][/b]
[/center][/center]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]وقد استجيب لها في هذا كما تقبل منها
نذرها[/size][size=16]
[/size] [/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
[size=16]عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال[/size][/font][/color][font=Simplified Arabic][size=16]:
"[color=navy]ما من
مولود إلا والشيطان يمسه حين يولد
فيستهل صارخاً من مس الشيطان إلا مريم
وابنها[/color]" ثم يقول أبو هريرة:
واقرأوا إن شتئم
[color=navy]{وَإِنِّي
أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ
الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}[/color].[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[/font][/color][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ
حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً
حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا}[/size][/font][/color][font=Simplified Arabic][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]ذكر كثير من المفسرين أن أمها حين
وضعتها لفتها في خروقها ثم خرجت بها
إلى المسجد فسلمتها إلى العباد الذين
هم مقيمون به، وكانت ابنة إمامهم
وصاحب صلاتهم، فتنازعوا في أيهم
يكفلها، وكان زكريا نبيهم في ذلك
الزمان، وقد أراد أن يستبد بها دونهم
من أجل زوجته أختها - أو خالتها على
القولين. فطلبوا أن يقترع معهم،
فساعدته المقادير فخرجت قرعته غالبة
لهم وذلك أن الخالة بمنزلة الأم.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]قال الله تعالى:
[color=navy]{ذَلِكَ
مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ
إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ
إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ
أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا
كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ
يَخْتَصِمُونَ}[/color][/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]وذلك أن كلاًّ منهم ألقى قلمه معروفاً
به، ثم حملوها ووضعوها في موضع وأمروا
غلاماً لم يبلغ الحنث فأخرج واحداً
منها وظهر قلم زكريا عليه السلام.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]فطلبوا أن يقترعوا مرة ثانية وأن يكون
ذلك بأن ألقوا أقلامهم في النهر فأيهم
جرى قلمه على خلاف جرية الماء فهو
الغالب ففعلوا فكان قلم زكريا هو الذي
جرى على خلاف جرية الماء، وسارت
أقلامهم مع الماء [/size] [/font]
[/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]ثم طلبوا منه أن يقترعوا ثالثة فأيهم
جرى قلمه مع الماء ويكون بقية الأقلام
قد انعكس سيرها صعداً فهو الغالب
ففعلوا فكان زكريا هو الغالب لهم
فكفلها إذ كان أحق بها شرعاً وقدراً .[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]قال الله تعالى:
[color=navy]{كُلَّمَا
دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا
الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا
رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى
لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ
يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[/color][/size][size=16]
[/size]
[/font]
[font=Simplified Arabic]
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
[size=16]قال المفسرون:[/size][/font][/color][font=Simplified Arabic][size=16]
اتخذ لها زكريا مكاناً شريفاً من
المسجد لا يدخله سواها، فكانت تعبد
الله فيه وتقوم مما يجب عليها من
سدانة البيت إذا جاءت نوبتها وتقوم
بالعبادة ليلها ونهارها، حتى صارت
يضرب بها المثل بعبادتها في بني
إسرائيل، واشتهرت بما ظهر عليها من
الأحوال الكريمة والصفات الشريفة حتى
إنه كان نبي الله زكريا كلما دخل
عليها موضع عبادتها يجد عندها رزقاً
غريباً في غير أوانه. فكان يجد عندها
فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء
في الصيف فيسألها
[color=navy]{أَنَّى
لَكِ هَذَا}[/color] فتقول
[color=navy]{هُوَ مِنْ
عِنْدِ اللَّهِ}[/color] أي رزق رزقنيه
الله [color=navy]
{يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ
حِسَابٍ}.[/color][/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]فعند ذلك وهنالك طمع زكريا في وجود
ولد له من صلبه وإن كان قد أسن وكبر
[color=navy]{قَالَ
رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ
ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ
الدُّعَاءِ}[/color] قال بعضهم: قال:
يا من يرزق مريم الثمر في غير أوانه
هب لي ولداً وإن كان في غير أوانه.
فكان من خبره وقضيته ما قدمنا ذكره في
قصته.‏[/size][size=16]
[/size] [/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]
[/size]
[/font][/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]بشارة الملائكة لمريم[/size][size=16]
[/size]
[/font][/color]
[font=Simplified Arabic]
[/font][/b][/center][/center]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]{ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ
وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ
الْعَالَمِينَ، يَامَرْيَمُ اقْنُتِي
لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ
الرَّاكِعِينَ[/size][/font][/color][color=navy][font=Arial][size=16]{[/size][size=16]
[/size]
[/font][/color][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]يذكر تعالى أن الملائكة بشرت مريم
باصطفاء الله لها من بين سائر نساء
عالمي زمانها، بأن اختارها لإيجاد ولد
منها من غير أب وبُشرت بأن يكون نبياً
شريفاً [color=navy]
{يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ}[/color]
أي في صغره يدعوهم إلى عبادة الله
وحده لا شريك له، وكذلك في حال
كهولته، فدل على أنه يبلغ الكهولة
ويدعو إلى الله فيها، وأُمرت بكثرة
العبادة والقنوت والسجود والركوع
لتكون أهلاً لهذه الكرامة ولتقوم بشكر
هذه النعمة، فيقال إنها كانت تقوم في
الصلاة حتى تفطرت قدماها رضي الله
عنها ورحمها ورحم أمها وأباها.[/size][size=16]
[/size]
[/font]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[/font][/color][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: [color=navy]
"حسبك من نساء العالمين بأربع، مريم
بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة
بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد".[/color][/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]

[center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16] قصة
حمل مريم بعيسى عليه السلام[/size][size=16]
[/size]

[/font][/color][/b][/center]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]لما خاطبتها الملائكة بالبشارة لها
باصطفاء الله لها، وبأنه سيهب لها
ولداً زكياً يكون نبياً كريماً طاهراً
مكرماً مؤيداً بالمعجزات، فتعجبت من
وجود ولد من غير والد، لأنها لا زوج
لها، ولا هي ممن تتزوج فاخبرتها
الملائكة بأن الله قادر على ما يشاء
إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن
فيكون، فاستكانت لذلك وأنابت وسلمت
لأمر الله، وعلمت أن هذا فيه محنة
عظيمة لها، فإن الناس يتكلمون فيها
بسببه، لأنهم لا يعلمون حقيقة الأمر،
وإنما ينظرون إلى ظاهر الحال من غير
تدبر ولا تعقل.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]وكانت إنما تخرج من المسجد في زمن
حيضها أو لحاجة ضرورة لابد منها من
استقاء ماء أو تحصيل غذاء، فبينما هي
يوماً قد خرجت لبعض شؤونها و[color=navy]{انتَبَذَتْ}[/color]
أي انفردت وحدها شرقي المسجد الأقصى
إذ بعث الله إليها الروح الأمين جبريل
عليه السلام
[color=navy]
{فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً}[/color]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]فلما رأته [/size] [color=navy]
[size=16]{قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ
بِالرَّحْمَانِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ
تَقِيّاً} [/size] [/color][/font]
[/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]و التقي هو ذو نهية.
[/size]
[/font][/b]


[b][font=Arial]
[size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]{قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ
رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاماً
زَكِيّاً}[/size][/font][/color][font=Simplified Arabic][size=16]
أي خاطبها الملك قائلاً لست ببشر
ولكني ملك بعثني الله إليك لأهب لك
ولداً زكيا.[/size][size=16]
[/size] [/font][/b]



[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]{قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ}[/size][/font][/color][font=Simplified Arabic][size=16]
أي كيف يكون لي غلام أو يوجد لي ولد
[/size]
[/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]{وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ
أَكُنْ بَغِيّاً}[/size][/font][/color][font=Simplified Arabic][size=16]
أي ولست ذات زوج وما أنا ممن يفعل
الفاحشة [/size] [/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]{ قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ
عَلَيَّ هَيِّنٌ}[/size][/font][/color][font=Simplified Arabic][size=16]
فأجابها الملك عن تعجبها من وجود ولد
منها قائلاً أنه وعد الله أنه سيخلق
منك غلاماً ولست بذات بعل ولا تكونين
ممن تبغين [/size] [/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]{هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ}[/size][/font][/color][font=Simplified Arabic][size=16]
أي وهذا أسهل عليه ويسير لديه، فإنه
على ما يشاء قدير.[/size][size=16]
[/size] [/font]
[/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]وقوله [color=navy]
{وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ}[/color]
أي ولنجعل خلقه والحالة هذه دليلاً
على كمال قدرتنا على أنواع الخلق،
فإنه تعالى خلق آدم من غير ذكر ولا
أنثى، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى،
وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر، وخلق بقية
الخلق من ذكر وأنثى. [/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]قال تعالى: [color=navy]
{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ
الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا
فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا}.[/color][/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]ذكر غير واحد من السلف أن جبريل نفخ
في جيب درعها فنزلت النفخة إلى فرجها
فحملت من فورها كما تحمل المرأة عند
جماع بعلها. [/size] [/font][/b]



[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]ولما نفخ فيها الروح لم يواجه الملك
الفرجَ بل نفخ في جيبها فنزلت النفخة
إلى فرجها فانسلكت فيه، كما قال
تعالى: [color=navy]
{فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا}[/color]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]قال تعالى: {فَحَمَلَتْهُ
فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً}[/size][size=16]
[/size]
[/font][/color][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]وذلك لأن مريم عليها السلام لما حملت
ضاقت به ذرعاً، وعلمت أن كثيراً من
الناس سيكون منهم كلام في حقها، فذكر
غير واحد من السلف أنها لما ظهرت
عليها مخايل الحمل كان أول من فطن
لذلك رجل من عُباد بني إسرائيل يقال
له يوسف بن يعقوب النجار، وكان ابن
خالها فجعل يتعجب من ذلك عجباً
شديداً، وذلك لما يعلم من ديانتها
ونزاهتها وعبادتها وهو مع ذلك يراها
حبلى وليس لها زوج، فعرَّض لها ذات
يوم في الكلام فقال: يا مريم هل يكون
زرع من غير بذر؟ [/size] [/font]
[/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]قالت: نعم، فمن خلق الزرع الأول.
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]ثم قال: فهل يكون ولد من غير ذكر؟
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]قالت: نعم إن الله خلق آدم من غير ذكر
ولا أنثى. [/size] [/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]قال لها: فأخبريني خبرك.
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]فقالت: إن الله بشرني
[/size]
[color=navy]
[size=16]{اللَّهَ
يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ
اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابن
مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ،
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ
وَكَهْلاً وَمِنْ الصَّالِحِينَ}.[/size][size=16]
[/size]
[/color][/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]ويروى مثل هذا عن زكريا عليه السلام
أنه سألها فأجابته بمثل هذا. والله
أعلم.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
[size=16]وروى عن مجاهد قال[/size][/font][/color][font=Simplified Arabic][size=16]:
قالت مريم كنت إذا خلوت حدثني وكلمني
وإذا كنت بين الناس سبح في بطني.[/size][size=16]
[/size]
[/font][color=navy][font=Simplified Arabic]
[/font][/color][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
[size=16]قال محمد بن إسحاق:
[/size] [/font][/color]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]شاع واشتهر في بني إسرائيل أنها حامل،
فما دخل على أهل بيت ما دخل على آل
بيت زكريا.[/size][size=16]
[/size] [/font][/b]



[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]قال: واتهمها بعض الزنادقة بيوسف الذي
كان يتعبد معها في المسجد، وتوارت
عنهم مريم واعتزلتهم وانتبذت مكاناً
قصياً.‏[/size][size=16]
[/size] [/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]
[/size]
[/font][/color][/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]ولادة عيسى[/size][size=16]
[/size]
[/font][/color]
[/b][/center][/center]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]{فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى
جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا
لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ
نَسْياً مَنْسِيّاً}[/size][size=16]
[/size]
[/font][/color][/b][/center][/center]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]أي فألجأها واضطرها الطلق إلى جذع
النخلة، ببيت لحم فتمنت الموت وذلك
لأنها علمت أن الناس يتهمونها ولا
يصدقونها بل يكذبونها حين تأتيهم
بغلام على يدها، مع أنها قد كانت
عندهم من العابدات الناسكات المجاورات
في المسجد المنقطعات إليه المعتكفات
فيه، ومن بيت النبوة والديانة فحملت
بسبب ذلك من الهم ما تمنت أن لو كانت
ماتت قبل هذا الحال أو لم تخلق
بالكلية.[/size][size=16]
[/size] [/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[/font][color=navy][font=Simplified Arabic][size=16]{فَنَادَاهَا
مِنْ تَحْتِهَا}[/size][size=16]
[/size] [/font][/color]
[/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]و فى تفسير ذلك قولان: أحدهما أنه
جبريل وفي رواية: هو إبنها عيسى[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]{ أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ
رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً}. [/size] [/font][/color]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]قيل النهر[/size][size=16]
[/size] [/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ
النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ
رُطَباً جَنِيّاً}[/size][/font][/color][font=Simplified Arabic][size=16]
فذكر الطعام والشراب ولهذا قال[color=navy]
{فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي
عَيْناً}.[/color][/size][size=16]
[/size] [/font]
[/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]قيل: كان جذع النخلة يابساً وقيل كانت
نخلة مثمرة فالله أعلم. ويحتمل أنها
كانت نخلة، لكنها لم تكن مثمرة إذ
ذاك، لأن ميلاده كان في زمن الشتاء
وليس ذاك وقت ثمر، وقد يفهم ذلك من
قوله تعالى على سبيل الأمتنان
[/size]
[color=navy]
[size=16]{تُسَاقِطْ
عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً} [/size]
[/color][/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]ليس شيء أجود للنفساء من التمر والرطب[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[font=Simplified Arabic]
[size=16][color=#000080][b]{فَإِمَّا
تَرَيْنَ مِنْ الْبَشَرِ أَحَداً
فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ
لِلرَّحْمَانِ صَوْماً فَلَنْ
أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً}.
[/b][/color][/size][/font]


[font=Simplified Arabic]
[b][size=16]فإن رأيت أحداً من الناس فقولى له
بلسان الحال والإشارة إنى نذرت للرحمن
صوماً أي صمتاً، وكان من صومهم في
شريعتهم ترك الكلام والطعام[/size][size=16]
[/size]
[/b][/font]


[font=Simplified Arabic]
[b] [/b][/font][b][font=Simplified Arabic][size=16][color=#000080]{فَأَتَتْ
بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا
يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً
فَرِيّاً، يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا
كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا
كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً}[/color][/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]والمقصود أنهم لما رأوها تحمل معها
ولدها قالوا
[color=navy]{يَا
مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً
فَرِيّاً}[/color] والفرية هي الفعلة
المنكرة العظيمة
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]ثم قالوا لها
[color=navy]{يَا
أُخْتَ هَارُونَ}[/color]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]وقد ورد الحديث الصحيح الدال على أنه
قد كان لها أخ اسمه هارون وليس في ذكر
قصة ولادتها وتحرير أمها لها ما يدل
على أنها ليس لها أخ سواها. والله
أعلم.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]عن المغيرة بن شعبة قال: بعثني رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران
فقالوا: أرأيت ما تقرأون:
[color=navy]{يَا
أُخْتَ هَارُونَ}[/color] وموسى قبل
عيسى بكذا وكذا؟ قال فرحت فذكرت ذلك
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون
بالأنبياء والصالحين قبلهم".[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]
[/size]
[/font][/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]عيسى يتكلم فى المهد[/size][size=16]
[/size]
[/font][/color]
[font=Simplified Arabic]
[/font][/b][/center][/center]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]فلما ضاق الحال بمريم
[color=navy]
{فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ}[/color] أي
خاطبوه وكلموه فإن جوابكم عليه وما
تبغون من الكلام لديه[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16] فعند ذلك قالوا :
[color=navy]{كَيْفَ
نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ
صَبِيّاً}[/color]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]أي كيف تحيلين في الجواب على صبي صغير
لا يعقل الخطاب، وهو رضيع في مهده ولا
يميز ، وما هذا منك إلا على سبيل
التهكم بنا والاستهزاء والتنقص لنا
والازدراء .[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]فعندها [/size] [color=navy]
[size=16]{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي
الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً،
وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا
كُنتُ ?وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ
وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً،
وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ
يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً،
وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ
وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ
حَيّاً}.[/size][size=16]
[/size] [/color][/font]
[/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]هذا أول كلام تفوه به عيسى بن مريم،
فكان أول ما تكلم به أن
[color=navy]{قَالَ
إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}[/color] اعترف
لربه تعالى بالعبودية وأن الله ربه
فنزه جناب الله عن قول الظالمين في
زعمهم أنه ابن الله، بل هو عبده
ورسوله وابن أمته . [/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]ثم برأ أمه مما نسبها إليه الجاهلون
وقذفوها به ورموها بسببه بقوله:
[color=navy]{آتَانِي
الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً}[/color]
فإن الله لا يعطي النبوة من هو كما
زعموا لعنهم الله ، كما قال تعالى
[color=navy]
{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى
مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً} [/color]
وذلك أن طائفة من اليهود في ذلك
الزمان قالوا إنها حملت به من زنى في
زمن الحيض، لعنهم الله فبرأها الله من
ذلك وأخبر عنها أنها صديقة واتخذ
ولدها نبياً مرسلاً أحد أولي العزم
الخمسة الكبار [/size] [/font][/b]



[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]ثم قال: [color=navy]
{وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ
يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً}[/color]
أي وجعلني براً بوالدتي وذلك أنه تأكد
حقها عليه إذ لا والد له سواها،
فسبحان من خلق الخليقة وبراها وأعطى
كل نفس هداها[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Arial]
[size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Arial]
[size=16]
[/size]
[/font][/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]حقيقة عيسى عليه السلام[/size][size=16]
[/size]
[/font][/color][/b][/center][/center]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]قال تعالى :
[color=navy]{ذَلِكَ
عِيسَى ابن مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ
الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ، مَا كَانَ
لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ
سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً
فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ
فَيَكُونُ}[/color]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]كما قال تعالى[color=navy]:
{ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنْ
الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ،
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ
كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ
ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }.[/color][/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]فبين أنه تعالى لا ينبغي له الولد
لأنه خالق كل شيء ومالكه، وكل شيء
فقير إليه، خاضع ذليل لديه وجميع سكان
السماوات والأرض عبيده، هو ربهم لا
إله إلا هو ولا رب سواه[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]وثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال: يقول الله تعالى:
[color=navy]"شتمني ابن
آدم ولم يكن له ذلك، يزعم أن لي ولداً
وأنا الأحد الصمد الذي لم ألد ولم
أولد ولم يكن لي كفواً أحد".[/color][/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]
[/size]
[/font][/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]ذكر منشأ عيسى بن مريم عليهما السلام[/size][size=16]
[/size]
[/font][/color]
[color=blue][font=Simplified Arabic]
[/font][/color][/b][/center][/center]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]قد ذكرنا أنه ولد ببيت لحم قريباً من
بيت المقدس.[/size][size=16]
[/size] [/font][/b]



[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]وذكر وهب بن منبه أنه لما خرت الأصنام
يومئذ في مشارق الأرض ومغاربها، وأن
الشياطين حارت في سبب ذلك حتى كشف لهم
إبليس الكبير أمر عيسى فوجدوه في حجر
أمه والملائكة محدقة به، وأنه ظهر نجم
عظيم في السماء وأن ملك الفرس أشفق من
ظهوره
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]فسأل الكهنة عن ذلك فقالوا: هذا لمولد
عظيم في الأرض. فبعث رسله ومعهم ذهب
ومر ولبان هدية إلى عيسى [/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]فلما قدموا الشام سألهم ملكها عما
أقدمهم فذكروا له ذلك، فسأل عن ذلك
الوقت فإذا قد ولد فيه عيسى بن مريم
ببيت المقدس واشتهر أمره بسبب كلامه
في المهد فأرسلهم إليه بما معهم وأرسل
معهم من يعرفه له ليتوصل إلى قتله إذا
انصرفوا عنه، فلما وصلوا إلى مريم
بالهدايا ورجعوا قيل لها إن رسل ملك
الشام إنما جاءوا ليقتلوا ولدك.
فاحتملته فذهبت به إلى مصر، فأقامت به
حتى بلغ عمره اثنتي عشرة سنة، وظهرت
عليه كرامات ومعجزات في حال صغره[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
[size=16]عن ابن عباس قال:[/size][/font][/color][font=Simplified Arabic][size=16]
وكان عيسى يرى العجائب في صباه
إلهاماً من الله، ففشا ذلك في اليهود
وترعرع عيسى، فهمت به بنو إسرائيل،
فخافت أمه عليه، فأوحى الله إلى أمه
أن تنطلق به إلى أرض مصر،[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
[size=16]قال لنا إدريس عن جده وهب بن منبه،
قال:[/size][/font][/color][font=Simplified Arabic][size=16]
إن عيسى لما بلغ ثلاث عشرة سنة أمره
الله أن يرجع من بلاد مصر إلى بيت
إيليا قال فقدم عليه يوسف ابن خال أمه
فحملهما على حمار حتى جاء بهما إلى
إيليا وأقام بها حتى أحدث الله له
الإنجيل وعلمه التوراة وأعطاه إحياء
الموتى وإبراء الأسقام والعلم بالغيوب
مما يدخرون في بيوتهم وتحدث الناس
بقدومه وفزعوا لما كان يأتي من
العجائب، فجعلوا يعجبون منه فدعاهم
إلى الله ففشا فيهم أمره.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]
[/size]
[/font][/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]من نعم الله على عيسى[/size][size=16]
[/size]
[/font][/color][/b][/center][/center]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]وقال الله تعالى وهو أصدق القائلين:
[color=navy]{إِذْ
قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابن
مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ
وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ
بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ
فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ
عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ
تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ
الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا
فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي
وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ
بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى
بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي
إسرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ
بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ
كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ
سِحْرٌ مُبِينٌ، وَإِذْ أَوْحَيْتُ
إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا
بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا
وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ}.[/color][/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]فكان أول ما أحيا من الموتى أنه مرّ
ذات يوم على امرأة قاعدة عند قبر وهي
تبكي فقال لها: مالك، أيتها المرأة؟
فقالت: ماتت ابنة لي لم يكن لي ولد
غيرها، وإني عاهدت ربي أن لا أبرح من
موضعي هذا حتى أذوق ما ذاقت من الموت
أو يحييها الله لي فأنظر إليها. فقال
لها عيسى: أرأيت إن نظرت إليها أراجعة
أنت؟ قالت: نعم. قالوا فصلى ركعتين،
ثم جاء فجلس عند القبر فنادى: يا
فلانة قومي بإذن الرحمن فاخرجي. قال:
فتحرك القبر ثم نادى الثانية فانصدع[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]القبر بإذن الله؛ ثم نادى الثالثة
فخرجت وهي تنفض رأسها من التراب، فقال
لها عيسى: ما أبطأ بك عني؟ فقالت: لما
جاءتني الصيحة الأولى بعث الله لي
ملكاً فركب خلقي، ثم جاءتني الصيحة
الثانية فرجع إليَّ روحي، ثم جاءتني
الصيحة الثالثة فخفت أنها صيحة
القيامة فشاب رأسي وحاجباي وأشفار
عيني من مخافة القيامة، ثم أقبلت على
أمها فقالت: يا أماه ما حملك على أن
أذوق كرب الموت مرتين، يا أماه اصبري
واحتسبي فلا حاجة لي في الدنيا، يا
روح الله وكلمته، سل ربي أن يردني إلى
الآخرة وأن يهون علي كرب الموت. فدعا
ربه فقبضها إليه واستوت عليها الأرض.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]فبلغ ذلك اليهود فازدادوا عليه غضباً.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]وقدمنا في عقب قصة نوح أن بني إسرائيل
سألوه أن يحيي لهم سام بن نوح فدعا
الله عز وجل وصلى الله فأحياه الله
لهم فحدثهم عن السفينة وأمرها ثم دعا
فعاد تراباً.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]وقد روى السدي عن أبي صالح وأبي مالك،
عن ابن عباس في خبر ذكره وفيه أن
ملكاً من ملوك بني إسرائيل مات وحمل
على سريره فجاء عيسى عليه السلام فدعا
الله عز وجل فأحياه الله عز وجل، فرأى
الناس أمراً هائلاً ومنظراً عجيباً.‏[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]
[/size]
[/font][/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]بشارة عيسى بمحمد صلى الله عليه وسلم[/size][size=16]
[/size]
[/font][/color][/b][/center][/center]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]وقال تعالى:
[/size]
[color=navy]
[size=16]{وَإِذْ
قَالَ عِيسَى ابن مَرْيَمَ يَا بَنِي
إسرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ
إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ
يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ
وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ
بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا
جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا
هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ،
[/size]
[/color][/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]فعيسى عليه السلام هو خاتم أنبياء بني
إسرائيل وقد قام فيهم خطيباً فبشره
بخاتم الأنبياء الآتي بعده ونوه باسمه
وذكر لهم صفته ليعرفوه ويتابعوه إذا
شاهدوه. إقامة للحجة عليهم وإحساناً
من الله إليهم كما قال تعالى:
[/size]
[color=navy]
[size=16]{الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ
الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ
مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي
التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ
يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ
وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ
وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ
وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ
وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ
عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ
وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي
أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ
الْمُفْلِحُونَ}.[/size][size=16]
[/size] [/color]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنهم قالوا:[/size][size=16]
[/size] [/font]
[/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]يا رسول الله أخبرنا عن نفسك. قال:
[color=navy]"دعوة أبي
إبراهيم وبشرى عيسى، ورأت أمي حين
حملت بي كأنه خرج منها نور أضاءت له
قصور بصرى من أرض الشام[/color]".[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]
[/size]
[/font][/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]ذكر خبر المائدة[/size][size=16]
[/size] [/font][/color]
[/b][/center][/center]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]قال الله تعالى[color=navy]:
{إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا
عِيسَى ابن مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ
رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا
مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ قَالَ
اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ
مُؤْمِنِينَ، قَالُوا نُرِيدُ أَنْ
نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ
قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ
صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنْ
الشَّاهِدِينَ، قَالَ عِيسَى ابن
مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ
عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنْ السَّمَاءِ
تَكُونُ لَنَا عِيداً لأَوَّلِنَا
وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ
وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيرُ
الرَّازِقِينَ، قَالَ اللَّهُ إِنِّي
مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَنْ
يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي
أُعَذِّبُهُ عَذَابا لا أُعَذِّبُهُ
أَحَداً مِنْ الْعَالَمِينَ}.[/color][/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]ومضمون ذلك: أن عيسى عليه السلام أمر
الحواريين بصيام ثلاثين يوماً، فلما
أتموها سألوا من عيسى إنزال مائدة من
السماء عليهم ليأكلوا منها وتطمئن
بذلك قلوبهم أن الله قد تقبل صيامهم
وأجابهم إلى طلبتهم، وتكون لهم عيداً
يفطرون عليها يوم فطرهم وتكون كافية
لأولهم وآخرهم لغنيهم وفقيرهم. فوعظهم
عيسى عليه السلام في ذلك وخاف عليهم
أن لا يقوموا بشكرها ولا يؤدوا حق
شروطها فأبوا عليه إلا أن يسأل لهم
ذلك من ربه عز وجل.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]فلما لم يقلعوا عن ذلك قام إلى مصلاه
ولبس مسحاً من شعر[/size][size=16]
[/size] [/font]
[/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]وصف بين قدميه وأطرق رأسه وأسبل عينيه
بالبكاء وتضرع إلى الله في الدعاء
والسؤال أن يجابوا إلى ما طلبوا.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]فأنزل الله تعالى المائدة من السماء
والناس ينظرون إليها تنحدر بين
غمامتين، وجعلت تدنوا قليلاً قليلاً،
وكلما دنت سأل عيسى ربه عز وجل أن
يجعلها رحمة لا نقمة وأن يجعلها بركة
وسلامة فلم تزل تدنوا حتى استقرت بين
يدي عيسى عليه السلام وهي مغطاة
بمنديل فقام عيسى يكشف عنها وهو يقول
"بسم الله خير الرازقين[color=navy]"
فإذا عليها سبعة من الحيتان وسبعة
أرغفة ويقال: وخل. ويقال: ورمان
وثمار، ولها رائحة عظيمة جداً، قال
الله لها كوني فكانت[/color].[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[color=maroon][font=Simplified Arabic]
[size=16]ثم أمرهم بالأكل منها، فقالوا:
[/size] [/font][/color]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]لا نأكل حتى تأكل فقال: إنكم الذين
ابتدأتم السؤال لها. فأبوا أن يأكلوا
منها ابتداءً، فأمر الفقراء والمحاويج
والمرضى والزمنى وكانوا قريباً من ألف
وثلاثمائة فأكلوا منها فبرأ كل من به
عاهة أو آفه أو مرض مزمن، فندم الناس
على ترك الأكل منها لما رأوا من إصلاح
حال أولئك. ثم قيل إنها كانت تنزل كل
يوم مرة فيأكل الناس منها، يأكل آخرهم
كما يأكل أولهم حتى قيل أنها كان يأكل
منها نحو سبعة آلاف.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]ثم كانت تنزل يوماً بعد يوم، كما كانت
ناقة صالح يشربون لبنها يوماً بعد
يوم. ثم أمر الله عيسى أن يقصرها على
الفقراء أو المحاويج دون الأغنياء،
فشق ذلك على كثير من الناس وتكلم
منافقوهم في ذلك، فرفعت بالكلية ومسخ
الذين تكلموا في ذلك خنازير.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]عن عمار بن ياسر، عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: نزلت المائدة من
السماء خبز ولحم وأمروا أن لا يخونوا
ولا يدخروا ولا يرفعوا لغد، فخانوا
وادخروا ورفعوا، فمسخوا قردة وخنازير.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]فإن العلماء اختلفوا في المائدة: هل
نزلت أم لا؟ فالجمهور أنها نزلت كما
دلت عليه هذه الأثار كما هو المفهوم
من ظاهر سياق القرآن ولا سيما قوله:
[color=navy]{إِنِّي
مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ}[/color] كما
قرره ابن جرير والله أعلم.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]
[/size]
[/font][/color][/b]

[center][center]
[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]رفع عيسى الى السماء[/size][size=16]
[/size]
[/font][/color][/b][/center][/center]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]
[/size]
[/font][/color][/b]


[b]
[color=navy][font=Simplified Arabic]
[size=16]{وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ
وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ، إِذْ
قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي
مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ
وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ
اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ
كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ
فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا
كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/color][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]وقال تعالى:
[/size]
[color=navy]
[size=16]{فَبِمَا
نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ
بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمْ
الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ
وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ
طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا
بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ
قَلِيلاً، وَبِكُفْرِهِمْ
وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ
بُهْتَاناً عَظِيماً، وَقَوْلِهِمْ
إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى
ابن مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا
قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ
شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ
اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ
مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ
اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ
يَقِيناً، بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ
إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً
حَكِيماً، وَإِنْ مِنْ أَهْلِ
الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ
قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ
شَهِيداً}.[/size][size=16]
[/size] [/color][/font]
[/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]فأخبر تعالى أنه رفعه إلى السماء بعد
ما توفاه بالنوم على الصحيح المقطوع
به، وخلصه ممن كان أراد أذيته من
اليهود الذين وشوا به إلى بعض الملوك
الكفرة في ذلك الزمان.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]قال الحسن البصري ومحمد بن إسحاق: كان
اسمه داوود بن نورا فأمر بقتله وصلبه،
فحصروه في دار ببيت المقدس، وذلك عشية
الجمعة ليلة السبت، فلما حان وقت
دخولهم ألقى شبهه على بعض أصحابه
الحاضرين عنده ورفع عيسى من روزنة من
ذلك البيت إلى السماء، وأهل البيت
ينظرون، ودخل الشرط فوجدوا ذلك الشاب
الذي ألقي عليه شبهه فأخذوه ظانين أنه
عيسى فصلبوه ووضعوا الشوك على رأسه
إهانة له، وسلم لليهود عامة النصارى
الذين لم يشاهدوا ما كان من أمر عيسى
أنه صلب وضلوا بسبب ذلك ضلالاً مبيناً
كثيراً فاحشاً بعيداً.[/size][size=16]
[/size]
[/font][/b]


[b]
[font=Simplified Arabic]
[size=16]و أخبر تعالى بقوله:
[color=navy]{وَإِنْ